حمية أتكنز

حمية أتكنز



تعتبر السمنة مرضا خطيرا ومزمنا يصاحبه العديد من مختلف الأمراض مثال: السكر وارتفاع ضغط الدم واضطراب التطور الدهني وانقطاع النفس خلال النوم والسرطان والمرارة والتي تؤدي جميعها إلى الوفاة . ويعتقد بشكل عام ان تخفيض السعرات الحرارية واستهلاك الدهون بالإضافة إلى زيادة التمارين هو العلاج الوحيد للسمنة. إن هذا العلاج نادرا ما كان ينجح على المدى الطويل.
و لكن منذ حوالي 30 سنة أصدر الدكتور أتكنز Atkins كتابا ضمنه بحثا مفاده أنه يمكن للإنسان أن ينقص وزنه إذا اتبع حمية تعتمد على الإكثار من استهلاك البروتينات و الدهون (الأكل حتى الشبع التام) مع تناول كميات من الخضر و الفواكه، بشرط التوقف تماما عن استهلاك الكربوهيدرات (النشويات و السكريات) و قد ثبت بالتجربة فعالية هذه الحمية التي تمكن متبعوها من إنقاص أوزانهم بنسبة الضعف أو أكثر مقارنة بالذين يتبعون الحميات العادية و تم بيع ملايين النسخ من هذا الكتاب. و قد دار جدل علمي طويل حول هذه الطريقة تراوح بين الإهمال التام (لعدم المنطقية العلمية) إلى التشكيك، إلى الاهتمام و إجراء الأبحاث المطولة.
و قد حار العلماء في سر نجاح هذه الحمية الغريبة فيما فشلت فيه زميلاتها، حتى حل اللغز على يد مجموعة من العلماء الدنيماركيين، الذين أثبتوا أن السر يكمن في البروتينات التي تسبب إحساسا سريعا بالشبع، مع عدم قدرة الجسم على استقلاب سوى جزء محدود منها
و فيما يلي نصا لإحدى الدراسات التي نشرها الدكتور حسين دشتي؛ أستاذ جراحة – كلية الطب - جامعة الكويت، و الذي يعتبر من أهم الباحثين في مجال الحمية الكيتونية (منخفضة الكربوهيدرات ، عالية البروتين والدهون). و سأوالي عرض المعلومات حول هذه الحمية لاحقا.
منذ الثمانينات انخفضت السعرات الحرارية الناتجة عن استهلاك الدهون من 8-34%. وعلى أية حال لم يلاحظ وجود اي تغير في نظام السمنة. وقد أشار مختلف الباحثون الى الاثار السيئة لنظام الحمية بالكربوهيدرات العالية. وقد اظهرت دراسة حديثة ان السكر يؤدي الى مرض السكر من الدرجة الثانية وامراض القلب والسرطان بالاضافة الى الشيخوخة المبكرة. ان الزيادة في الحمية السكرية تتطلب زيادة في انتاج الجسم للأنسولين. ان السكر الزائد في مجرى الدم يؤدي الى انتاج ذرات جذرية حرة تسبب الضرر على مستوى الجزيئات في الخلية مما يؤدي بالتالي الى مختلف الامراض.
ومما يثير الاهتمام فان الصورة السلبية للدهون ما زالت في اذهاننا. وعلى عكس الاعتقاد الشائع فان نظام الحمية للدهون العالية له بعض القيم العلاجية. ومنذ 1921 كان هذا النظام يستخدم كوسيلة علاجية بديلة للتحكم بحالات التشنج. ومنذ عام 1955 قام العلماء باجراء التجارب على أساس المفهوم ان الدهون يمكن تناولها بكثرة والمحافظة في نفس الوقت على انخفاض الوزن في المناطق المصابة بالسمنة.
ان الأكسدة غير الكاملة للأحماض الدهنية من قبل الكبد ينتج عنه تراكم الجزيئات الكيتونية في الجسم. ان الحالة التي تتشكل فيها الأجسام الكيتونية للزيادة عن قدرة الجسم عن طريق تأييضها تسمى عملية توليد الكيتونات. إن عملية توليد الكيتونات لها أثر فعال على اخماد الشعور بالجوع. وعليه فان نظام الحمية الكيتونية يعتبر منظما جيدا لاستهلاك الجسم للسعرات الحرارية.
وتهدف الدراسة الى دراسة اثار نظام الحمية الكيتونية على مرض السمنة والمراقبة طويلة المدى للمرضى الذين خضعوا لنظام الحمية الكيتونية وذلك للاستدلال على المؤشرات والعوامل لمختلف الأمراض المزمنة.

الدراسة التي أجريت في الكويت

في هذه الدراسة تم اختيار 63 مريضا للسمنة (فهرس وزن الجسم < 30 كجم /م2) الذين يعانون من ارتفاع معدل الجلوكوز والكوليسترول.
وقد كانت نسبة الإناث إلى الذكور 2: 1. وقد تم تحديد معدلات الدم واجمالي الكوليسترول، و الكوليسترول السيئ والكوليسترول الجيد، و التريجليسريد (الدهون الثلاثية)، صوديوم + بوتاسيوم+ ، و اليوريا و حمض اليوريك و الكريتينين لدى هؤلاء المرضى قبل و بعد استخدام نظام الحمية الكيتونية. وقد تمت مراقبة التغييرات في هذه المعدلات على فترات أسبوعية لمدة 12 أسبوع .

تحاليل إحصائيةتم تحليل الاختلافات الاحصائية بين وزن الجسم، ومعدل سكر الدم، واجمالي الكوليسترول، والكوليسترول السيئ والكوليسترول الجيد، والتريليجسريد (الدهون الثلاثية)، صوديوم + بوتاسيوم +، اليوريا، وحمض اليوريك، والكريتينين لدى هؤلاء المرضى قبل وبعد استخدام نظام الحمية الكيتونية، بواسطة الاختبار البرنامج الإحصائي ستات فيو 4.2.
- كان هناك انخفاض ملحوظ في جميع المقاييس التي تم اختبارها باستثناء معدلات صوديوم + بوتاسيوم +، والكريتينين، في حين ان معدل الكوليسترول الجيد قد زاد بشكل ملحوظ.
- ازداد معدل اليوريا وحمض اليوريك تدريجيا خلال الأسبوعين الثاني والثالث ثم عاد الى حالته الطبيعية خلال الأسبوع الرابع. وقد ظلت هذه المعدلات ثابتة من الاسبوع الرابع وحتى الاسبوع الثاني عشر.
- انخفاض في وزن الجسم بعد استخدام نظام الحمية الكيتونية
- أظهر معدل التريليجسريد (الدهون الثلاثية) انخفاضا ملحوظا من المعدل قبل العلاج إلى ذلك المعدل المقارن به بعد العلاج لمدة 12 أسبوع
-- انخفض المعدل الجلوكوز بشكل ملحوظ بعد استخدام نظام الحمية الكيتونية

النقاش

- إن نظام الحمية الكيتونية يعتبر وسيلة علاجية آمنة ويتم انقاص الوزن سريعا بواسطة احراق الدهون الجسم الزائدة كطاقة.
- كان هناك انخفاضا ملحوظا في معدل الثريليجسريد واجمالي الكوليسترول والكوليسترول السيئ والجلوكوز في حين ان معدل الكوليسترول الجيد قد ازداد لدى هؤلاء المرضى.
- نظام الحمية بالدهون المرتفعة وانخفاض الكربوهيدرات يعتبر علاجا لحالات التشنج الصعبة.
- إن نظام الحمية الكيتونية يعمل على تقليل مخاطر تصلب الشرايين (7-9)، وأمراض القلب (10-12)، ومرض السكر من الدرجة الثانية (13-17)، ومسامية العظام (6) وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب.
- تقليل عملية الشيخوخة المبكرة ومخاطر الذرات الضارة والسرطان (18-20).
- يتحول الجسم الإنساني إلى عملية الحمية الكيتونية خلال فترة الولادة الحديثة والرضاعة الحمل.

الاستنتاج:

- تبين البيانات المقدمة في هذه الدراسة بأن نظام الحمية الكيتونية يعمل كوسيلة آمنة لتخفيض الوزن لدى مرضى السمنة.
- إن الآثار الجانبية لنظام الحمية الكيتونية تعتبر ضئيلة جدا ويمكن التخلص منها بشكل فعال. وعلى العكس فإن نظام الحمية بالكربوهيدرات العالية قد نتج عنه نتائج عكسية.
- وعليه فإن هذه النتائج تشير إلى أن تطبيق نظام الحمية الكيتونية لمدد طويلة الأجل نسبيا يعتبر طريقة علاجية آمنة يمكن

تحياتي

الف شكر ياغالي وننتضر المزيد